إن التطور الكبير الذي وصل إليه الإنسان في العصر الحديث, ارتقى إلى درجة متقدمة لكنه أحدث خللاً و تدهوراً بيئياً في جميع
عناصر البيئة ومكوناتها بالمياه السطحية و الجوفية و الهواء و التربة من جراء المواد المشعة و الكيميائية و استنزاف المواد الطبيعية بشكل عشوائي و كلها مشكلات نتجت عن سوء استعمال البيئة .
من هذا المنطلق بات الاهتمام بالبيئة والحفاظ على سلامتها على رأس الأولويات في كثير من بلدان العالم الصناعي ,ويأتي هذا الالتفات الواضح إلى البيئة و التخفيف ما أمكن من نسب التلوث في ضوء التأكيدات العلمية التي تشير إلى تسبب التلوث بأمراض لا حصر لها ,إلى جانب الأضرار الاقتصادية
في مادتنا هذه نسلط الضوء على مشكلة التلوث الكيميائي التي هي نتاج الثورة العلمية الصناعية الحديثة ولانبالغ إذا قلنا أن العالم يوشك أن يغرق في طوفان من مواد كيميائية استحدثتها الثورة العلمية فتتراكم في البيئة مسببة التلوث الكيميائي الذي يمكن اعتباره الوجه المظلم للثورة العلمية و الصناعية الحديثة ,وعلى الرغم من أن أخطاره الجمة لم تعد خافية على أحد إلا أنه لا أحد يستطيع الدعوة لتجميد التقدم العلمي الصناعي بحجة التصدي لمشكلة التلوث ذلك أن مثل هذه الدعوة في الواقع لن تعدو أن تكون سياحة ضد تيار التطور الجارف ,ولن يكتب لها النجاح
وهنا نشير إلى أن تلوث البيئة الكيميائي ينشأ أساساً من تراكم مواد كيميائية غير قابلة للهضم أو التحلل خلال أنشطة ميكروبات هذه البيئة ويتساوى في ذلك المركبات الغازية و السائلة و الصلبة و أخطر الملوثات هي التي تستعصي تماماً على الهضم الميكروبي أما المواد العضوية التقليدية التي تنتجها أحياء الأرض فتستطيع الميكروبات هضمها
البداية بملح الطعام :
يعد الملح مادة كيميائية تقليدية موجودة في بحار الأرض حتى قبل أن تنشأ ,ومن ثم لايمكن اعتبارها مادة ملوثة للبيئة ,إلا أن هناك أيضاً مخزوناً من ملح الطعام في مناجم نشأت بعد انحسار بحار قديمة في أزمنة جيولوجية سحيقة القدم , وتراكمت فوق الملح الذي يستخلص بتعريض مياه البحر للبخر طبقات أرضية أزاحها الإنسان ليكتشف مناجم النلح وهناك العديد من مناطق العالم مازالت تعتمد على المناجم في تغطية احتياجاتها و لو اقتصرت استخدامات الإنسان للملح في الطعام و في صناعات حفظ الأغذية لما نشأت عنه مشاكل تتعلق بالبيئة و لكن العلم الحديث سعى بعد اختراع الكهرباء إلى تصنيع الصودا الكاوية التي تدخل في صناعات أخرى عديدة و ذلك بتعريض ملح الطعام لعملية التحلل الكهربي و ليس ثمة ضرر محسوس من الصودا الكاوية على البيئة فهي مادة تقليدية من شأنها شأن ملح الطعام على وجه التقريب و لكن الضرر ينشأ من غاز الكلور الطليق الناتج عن تحليل ملح الطعام كهربائياً ومن المعروف أن غاز الكلور سام للإنسان و الحيوان و النبات و الميكروبات أي أن ضرره لا يقتصر على أنه يسمم الإنسان فحسب بل إنه أيضاً يقتل الميكروبات النافعة التي تهضم الملوثات الأخرى فى البيئة .
النفط و غول التلوث
رغم الأهمية الاقتصادية للنفط إلا أنه يعتبر غول التلوث فهناك آثار ضارة لمشتقاته المستعملة فالوقود يحتوي على الكبريت و غالباً ما يخلط بالكبريت أما الكبريت فيتصاعد في الجو كأكسيد حمضي,. وينزل مع المطر الذي أطلق عليه تبعاً لذلك المطر الحمضي, وأما الرصاص فيتصاعد هو الآخر في الجو أثناء الاحتراق و يتسبب هذان العنصران في أخطر المشاكل البيئية , ثم إن الرصاص قد يصل إلى مواد يأكلها الإنسان فتكون له أخطر الآثار على الصحة ومع ذلك فمشتقات النفط نفسها قابلة للهضم الميكروبي طال الزمن أم قصر على أن المشتقات التي تستعصي على الهضم تلك التي استحدثها العلم من خلال ,معالجة مكونات النفط بالكلور و ظن أنه حل بذلك مشكلة غاز الكلور الناتج عن تحلل ملح الطعام كهربياً و تعرف هذه المركبات الاصطناعية الجديدة باسم الهيدروكربونات المكلورة فالصناعة تنتج يومياً طوفاناً من هذه المواد التي تتراكم في البيئات الأرضية مسببة ما آلت إليه مشكلة التلوث من خطورة شديدة الضرر
استحدث العلم مواد اصطناعية عديدة كأدوات التغليف الحديثة و الخيوط و الأنسجة الاصطناعية و الرقائق التي تدخل في صناعات السيارات و الطائرات و السفن و المبيدات الحشرية و أدوات التجميل و الدهان و غيرها وهذه أمثلة لمنتجات تصنع من الهيروكربونات المكلورة ولها فوائد لكنها تتراكم في البيئة ملوثة إياها فأشهر المبيدات الحشرية التي صنعها الإنسان من مشتقات النفط بعد معالجتها بالكلور مبيد معروف باسم ثنائي كلور و ثنائي فينيل ثلاثي كلور الايتين و استعملت في الحقول و المنازل للقضاء على الحشرات و الآفات لكن الحشرات سرعان ما تعودت على هذا السم القاتل وتولدت سلالات لم تعد تتأثر به و لم يقتصر الأمر على ذلك بل تراكمت هذه المادة وهددت حياة البشر فتم منع استخدامها و ليس خافياً على أحد الأضرار التي تسببها المبيدات الكيماوية عند استخدامها لمكافحة الحشرات و أمراض النبات و الأثر المتبقي الضار في المحاصيل و التربة و الماء
أما الرقائق الاصطناعية (البلاستيك ) و التي تصنع من مادة كلوريد البوليفينيل وهذه الرقائق لايمكن هضمها ميكروبياً حيث أصبحت تتراكم على شكل تلال توشك أن تغرق البشرية فيها و لو فكر الإنسان في حرقه فخطرها سيكون أكبر إذ ينجم عن حرقها حمض الهيدروكلوريك الضار إضافة إلى مركبات أخرى شديدة السمية ومانود الإشارة إليه أن التلوث الكيميائي الناجم عن مشتقات النفط و الكلور لايمثل إلا نوعاً واحداً من أنواع عديدة
وبكلمة مختصرة يمكننا القول لايمكن الوقوف في وجه التطور أو دفعه إلى الوراء و لم يعد بمقدور البشرية أن تستغني عن كل ما استحدثه العلم من مواد اصطناعية لها فوائدها و قد حقق العلماء نجاحات في إنتاج مواد بديلة قابلة للهضم الميكروبي وهذا سيؤدي إلى تخفيف التلوث لأن الاهتمام بالبيئة و الحفاظ عليها هو بشكل غير مباشر اهتمام بالإنسان و بصحته و سلامته و توفير أفضل الشروط للإبقاء على بيئة صحية و سليمة لأن المسألة تتعلق بحياة كل من يعيش على الأرض و لاشك أن الجميع سيدفع ضريبة التلوث من صحته و من راحته ومن سلامته, و ستكون النتائج غير مرضية للجميع إذا لم تتم معالجة الآثار الناجمة عن التلوث وتهديم البيئة
وختاماً نقول : إن الاهتمام بالبيئة عملية تحتاج إلى تنسيق الجهود بين الهيئات المحلية و الدولية و المؤسسات العلمية
عناصر البيئة ومكوناتها بالمياه السطحية و الجوفية و الهواء و التربة من جراء المواد المشعة و الكيميائية و استنزاف المواد الطبيعية بشكل عشوائي و كلها مشكلات نتجت عن سوء استعمال البيئة .
من هذا المنطلق بات الاهتمام بالبيئة والحفاظ على سلامتها على رأس الأولويات في كثير من بلدان العالم الصناعي ,ويأتي هذا الالتفات الواضح إلى البيئة و التخفيف ما أمكن من نسب التلوث في ضوء التأكيدات العلمية التي تشير إلى تسبب التلوث بأمراض لا حصر لها ,إلى جانب الأضرار الاقتصادية
في مادتنا هذه نسلط الضوء على مشكلة التلوث الكيميائي التي هي نتاج الثورة العلمية الصناعية الحديثة ولانبالغ إذا قلنا أن العالم يوشك أن يغرق في طوفان من مواد كيميائية استحدثتها الثورة العلمية فتتراكم في البيئة مسببة التلوث الكيميائي الذي يمكن اعتباره الوجه المظلم للثورة العلمية و الصناعية الحديثة ,وعلى الرغم من أن أخطاره الجمة لم تعد خافية على أحد إلا أنه لا أحد يستطيع الدعوة لتجميد التقدم العلمي الصناعي بحجة التصدي لمشكلة التلوث ذلك أن مثل هذه الدعوة في الواقع لن تعدو أن تكون سياحة ضد تيار التطور الجارف ,ولن يكتب لها النجاح
وهنا نشير إلى أن تلوث البيئة الكيميائي ينشأ أساساً من تراكم مواد كيميائية غير قابلة للهضم أو التحلل خلال أنشطة ميكروبات هذه البيئة ويتساوى في ذلك المركبات الغازية و السائلة و الصلبة و أخطر الملوثات هي التي تستعصي تماماً على الهضم الميكروبي أما المواد العضوية التقليدية التي تنتجها أحياء الأرض فتستطيع الميكروبات هضمها
البداية بملح الطعام :
يعد الملح مادة كيميائية تقليدية موجودة في بحار الأرض حتى قبل أن تنشأ ,ومن ثم لايمكن اعتبارها مادة ملوثة للبيئة ,إلا أن هناك أيضاً مخزوناً من ملح الطعام في مناجم نشأت بعد انحسار بحار قديمة في أزمنة جيولوجية سحيقة القدم , وتراكمت فوق الملح الذي يستخلص بتعريض مياه البحر للبخر طبقات أرضية أزاحها الإنسان ليكتشف مناجم النلح وهناك العديد من مناطق العالم مازالت تعتمد على المناجم في تغطية احتياجاتها و لو اقتصرت استخدامات الإنسان للملح في الطعام و في صناعات حفظ الأغذية لما نشأت عنه مشاكل تتعلق بالبيئة و لكن العلم الحديث سعى بعد اختراع الكهرباء إلى تصنيع الصودا الكاوية التي تدخل في صناعات أخرى عديدة و ذلك بتعريض ملح الطعام لعملية التحلل الكهربي و ليس ثمة ضرر محسوس من الصودا الكاوية على البيئة فهي مادة تقليدية من شأنها شأن ملح الطعام على وجه التقريب و لكن الضرر ينشأ من غاز الكلور الطليق الناتج عن تحليل ملح الطعام كهربائياً ومن المعروف أن غاز الكلور سام للإنسان و الحيوان و النبات و الميكروبات أي أن ضرره لا يقتصر على أنه يسمم الإنسان فحسب بل إنه أيضاً يقتل الميكروبات النافعة التي تهضم الملوثات الأخرى فى البيئة .
النفط و غول التلوث
رغم الأهمية الاقتصادية للنفط إلا أنه يعتبر غول التلوث فهناك آثار ضارة لمشتقاته المستعملة فالوقود يحتوي على الكبريت و غالباً ما يخلط بالكبريت أما الكبريت فيتصاعد في الجو كأكسيد حمضي,. وينزل مع المطر الذي أطلق عليه تبعاً لذلك المطر الحمضي, وأما الرصاص فيتصاعد هو الآخر في الجو أثناء الاحتراق و يتسبب هذان العنصران في أخطر المشاكل البيئية , ثم إن الرصاص قد يصل إلى مواد يأكلها الإنسان فتكون له أخطر الآثار على الصحة ومع ذلك فمشتقات النفط نفسها قابلة للهضم الميكروبي طال الزمن أم قصر على أن المشتقات التي تستعصي على الهضم تلك التي استحدثها العلم من خلال ,معالجة مكونات النفط بالكلور و ظن أنه حل بذلك مشكلة غاز الكلور الناتج عن تحلل ملح الطعام كهربياً و تعرف هذه المركبات الاصطناعية الجديدة باسم الهيدروكربونات المكلورة فالصناعة تنتج يومياً طوفاناً من هذه المواد التي تتراكم في البيئات الأرضية مسببة ما آلت إليه مشكلة التلوث من خطورة شديدة الضرر
استحدث العلم مواد اصطناعية عديدة كأدوات التغليف الحديثة و الخيوط و الأنسجة الاصطناعية و الرقائق التي تدخل في صناعات السيارات و الطائرات و السفن و المبيدات الحشرية و أدوات التجميل و الدهان و غيرها وهذه أمثلة لمنتجات تصنع من الهيروكربونات المكلورة ولها فوائد لكنها تتراكم في البيئة ملوثة إياها فأشهر المبيدات الحشرية التي صنعها الإنسان من مشتقات النفط بعد معالجتها بالكلور مبيد معروف باسم ثنائي كلور و ثنائي فينيل ثلاثي كلور الايتين و استعملت في الحقول و المنازل للقضاء على الحشرات و الآفات لكن الحشرات سرعان ما تعودت على هذا السم القاتل وتولدت سلالات لم تعد تتأثر به و لم يقتصر الأمر على ذلك بل تراكمت هذه المادة وهددت حياة البشر فتم منع استخدامها و ليس خافياً على أحد الأضرار التي تسببها المبيدات الكيماوية عند استخدامها لمكافحة الحشرات و أمراض النبات و الأثر المتبقي الضار في المحاصيل و التربة و الماء
أما الرقائق الاصطناعية (البلاستيك ) و التي تصنع من مادة كلوريد البوليفينيل وهذه الرقائق لايمكن هضمها ميكروبياً حيث أصبحت تتراكم على شكل تلال توشك أن تغرق البشرية فيها و لو فكر الإنسان في حرقه فخطرها سيكون أكبر إذ ينجم عن حرقها حمض الهيدروكلوريك الضار إضافة إلى مركبات أخرى شديدة السمية ومانود الإشارة إليه أن التلوث الكيميائي الناجم عن مشتقات النفط و الكلور لايمثل إلا نوعاً واحداً من أنواع عديدة
وبكلمة مختصرة يمكننا القول لايمكن الوقوف في وجه التطور أو دفعه إلى الوراء و لم يعد بمقدور البشرية أن تستغني عن كل ما استحدثه العلم من مواد اصطناعية لها فوائدها و قد حقق العلماء نجاحات في إنتاج مواد بديلة قابلة للهضم الميكروبي وهذا سيؤدي إلى تخفيف التلوث لأن الاهتمام بالبيئة و الحفاظ عليها هو بشكل غير مباشر اهتمام بالإنسان و بصحته و سلامته و توفير أفضل الشروط للإبقاء على بيئة صحية و سليمة لأن المسألة تتعلق بحياة كل من يعيش على الأرض و لاشك أن الجميع سيدفع ضريبة التلوث من صحته و من راحته ومن سلامته, و ستكون النتائج غير مرضية للجميع إذا لم تتم معالجة الآثار الناجمة عن التلوث وتهديم البيئة
وختاماً نقول : إن الاهتمام بالبيئة عملية تحتاج إلى تنسيق الجهود بين الهيئات المحلية و الدولية و المؤسسات العلمية