الكريبتون "Kr"
ظل هذا العنصر أمداً طويلاً أكبر العناصر تواضعاً وانزواءً، بحيث استحق اسمه تماماً لأن: ( كريبتوس في اليونانية= تعني المتخفي). والكريبتون هو في الحقيقة مختبئ في الجو، إذ يدخل في تركيبه بنسبة ضعيفة جداً 0.011%، وهو أحد غازات الهواء النادرة ورابعها حسب الترتيب، وذرته قد بلغت طبقتها الخارجية حالة الإشباع ( 2+8+18+ فهو عنصر عديم الخواص الكيماوية ،وعليه فله نفس المصير الصناعي الذي وُجد للغازات النادرة فهي تملأ الحبابات الكهربائية ( المصابيح) لأن وجود جوٍّ عاطل يؤخر تلف شعيرة المصباح ( سلكه ) وتكون فائدة الغاز ومفعوله أكبر كلما كان وزنه الذري أكبر.. بذلك فمصابيح الكريبتون مرغوبة ...
ثم أظهرت فجأة ترقية مدهشة للعنصر ... فقد اتُخِذ قرار بأن يركز عليه كل النظام القياسي .. فطلب من الكريبتون أن يحل محل المتر العياري القديم الذي كان مُمثلاً بقضيب معدني يمكن رؤيته ولمسه، فالمؤتمر الدولي الحادي عشر للأوزان والمقاييس عند اجتماعه في باريس عام 1960 قد اتخذ قراراً بهذا التعريف الباعث للدهشة للمتر
" فالمتر يعادل 1650763.73 مرة من طول الموجة في الخلاء للشعاعة العائدة بين السويتين 2p‘ و 5d¹ºلذرة الكريبتون 86"
وهذا هو المتر القانوني اليوم، وقد يبدو هذا لأول وهلة معقداً جداً، ولكن طريقة العمل بسيطة في الحقيقة ....
من أجل ذلك يكفي وضع مقدار من غاز الكربون في أنبوب وتعريضه لتفريغات كهربائية أو بالأحرى: عمل أنبوب من الكريبتون على نسق أنبوب النيون، فيصدر عندئذ ضوءاً وإذا وضع أمامه موشور ومرشحة مرّت منها شعاعة برتقالية هي التي تهمنا .....
والجهاز الثاني يقيس طول موجته لأن طول الموجة شيء يمكن رؤيته عندما يُلقى حجرٌ في الماء ويأخذ الإنسان بمراقبة اهتزازات الماء وهي تنتشر تدريجياً....
وعندما يكون المراد هو اهتزاز الضوء لا يمكن مشاهدة اهتزازات الوسط اللامادي الذي كان يسمى قديماً بالأثير والذي ينتشر فيه الاهتزاز الضوئي .
فالاكتشاف القائل أن الضوء له طول موجة ينبغي له اللجوء إلى الطريقة المسمّاة بطريقة التداخلات القائمة على فصل الشعاعة إلى حزمتين رفيعتين وجعل هاتين الحزمتين تتبعان طريقين مختلفين ثم إلى مزجهما عند الوصول فإذا كان طولا المسيرتين متساويين أنضاف مفعولا الضوئين وحصلنا على الضوء الأصلي .. ولكن لنتصور أن المسيرتين تختلفان قليلاً بحيث يكون الفرق بينهما مساوياً لنصف طول الموجة، ففي هذه الحالة يتفانى مفعولا الحزمتين، ونحصل على النتيجة التي كان يعسر في القرن الماضي على الرياضي الشهير ( بواسون) وأن يقبلها وهي: ضوء+ ضوء= ظلام
وعندما يصبح فرق المسيرتين مساوياً لطول الموجة ينضاف المفعولان من جديد ثم يعودان إلى التفاني إذا زيد الفرق بينهما بمقدار نصف موجة وهكذا......
وتترك إحدى الحزمتين ثابتة، وتغير الحزمة الأخرى بتنقيل مرآة تنعكس عليها هذه الحزمة، فيلاحظ تناوب بين الضياء والظلمة..، فإذا عددنا أهداب الضوء تمكّنا من قياس انتقال المرآة بمقياس أطوال الموجة...
وتكون الدقة بهذه الطريقة أحسن ﺑ 30 مرة من الدقة الحاصلة بواسطة المتر المعياري القديم الذي كانت الخطوط المنقوشة عليه هي المراجع ....
فعندما ينظر إليها بالمجهر تبدو وكأنها خنادق متعرجة بحيث يستحيل القول: أين يبدأ المتر و أين ينتهي ... لهذا السبب تبنّى العلماء متر الكر يبتون وله عدا ذلك ميزة أخرى في كونه عاماً مادام الحصول عليه يقتضي وجود الكر يبتون... وهذا العنصر موجود في الهواء في كل مكان
ظل هذا العنصر أمداً طويلاً أكبر العناصر تواضعاً وانزواءً، بحيث استحق اسمه تماماً لأن: ( كريبتوس في اليونانية= تعني المتخفي). والكريبتون هو في الحقيقة مختبئ في الجو، إذ يدخل في تركيبه بنسبة ضعيفة جداً 0.011%، وهو أحد غازات الهواء النادرة ورابعها حسب الترتيب، وذرته قد بلغت طبقتها الخارجية حالة الإشباع ( 2+8+18+ فهو عنصر عديم الخواص الكيماوية ،وعليه فله نفس المصير الصناعي الذي وُجد للغازات النادرة فهي تملأ الحبابات الكهربائية ( المصابيح) لأن وجود جوٍّ عاطل يؤخر تلف شعيرة المصباح ( سلكه ) وتكون فائدة الغاز ومفعوله أكبر كلما كان وزنه الذري أكبر.. بذلك فمصابيح الكريبتون مرغوبة ...
ثم أظهرت فجأة ترقية مدهشة للعنصر ... فقد اتُخِذ قرار بأن يركز عليه كل النظام القياسي .. فطلب من الكريبتون أن يحل محل المتر العياري القديم الذي كان مُمثلاً بقضيب معدني يمكن رؤيته ولمسه، فالمؤتمر الدولي الحادي عشر للأوزان والمقاييس عند اجتماعه في باريس عام 1960 قد اتخذ قراراً بهذا التعريف الباعث للدهشة للمتر
" فالمتر يعادل 1650763.73 مرة من طول الموجة في الخلاء للشعاعة العائدة بين السويتين 2p‘ و 5d¹ºلذرة الكريبتون 86"
وهذا هو المتر القانوني اليوم، وقد يبدو هذا لأول وهلة معقداً جداً، ولكن طريقة العمل بسيطة في الحقيقة ....
من أجل ذلك يكفي وضع مقدار من غاز الكربون في أنبوب وتعريضه لتفريغات كهربائية أو بالأحرى: عمل أنبوب من الكريبتون على نسق أنبوب النيون، فيصدر عندئذ ضوءاً وإذا وضع أمامه موشور ومرشحة مرّت منها شعاعة برتقالية هي التي تهمنا .....
والجهاز الثاني يقيس طول موجته لأن طول الموجة شيء يمكن رؤيته عندما يُلقى حجرٌ في الماء ويأخذ الإنسان بمراقبة اهتزازات الماء وهي تنتشر تدريجياً....
وعندما يكون المراد هو اهتزاز الضوء لا يمكن مشاهدة اهتزازات الوسط اللامادي الذي كان يسمى قديماً بالأثير والذي ينتشر فيه الاهتزاز الضوئي .
فالاكتشاف القائل أن الضوء له طول موجة ينبغي له اللجوء إلى الطريقة المسمّاة بطريقة التداخلات القائمة على فصل الشعاعة إلى حزمتين رفيعتين وجعل هاتين الحزمتين تتبعان طريقين مختلفين ثم إلى مزجهما عند الوصول فإذا كان طولا المسيرتين متساويين أنضاف مفعولا الضوئين وحصلنا على الضوء الأصلي .. ولكن لنتصور أن المسيرتين تختلفان قليلاً بحيث يكون الفرق بينهما مساوياً لنصف طول الموجة، ففي هذه الحالة يتفانى مفعولا الحزمتين، ونحصل على النتيجة التي كان يعسر في القرن الماضي على الرياضي الشهير ( بواسون) وأن يقبلها وهي: ضوء+ ضوء= ظلام
وعندما يصبح فرق المسيرتين مساوياً لطول الموجة ينضاف المفعولان من جديد ثم يعودان إلى التفاني إذا زيد الفرق بينهما بمقدار نصف موجة وهكذا......
وتترك إحدى الحزمتين ثابتة، وتغير الحزمة الأخرى بتنقيل مرآة تنعكس عليها هذه الحزمة، فيلاحظ تناوب بين الضياء والظلمة..، فإذا عددنا أهداب الضوء تمكّنا من قياس انتقال المرآة بمقياس أطوال الموجة...
وتكون الدقة بهذه الطريقة أحسن ﺑ 30 مرة من الدقة الحاصلة بواسطة المتر المعياري القديم الذي كانت الخطوط المنقوشة عليه هي المراجع ....
فعندما ينظر إليها بالمجهر تبدو وكأنها خنادق متعرجة بحيث يستحيل القول: أين يبدأ المتر و أين ينتهي ... لهذا السبب تبنّى العلماء متر الكر يبتون وله عدا ذلك ميزة أخرى في كونه عاماً مادام الحصول عليه يقتضي وجود الكر يبتون... وهذا العنصر موجود في الهواء في كل مكان